“حراك ثقـافي” ضد فيروس كورونا بالجزائر

تحرك مثقفون وفاعلون ثقافيون في البلاد سواء بصفة رسمية أو بمبادرات شخصية/ جماعية، من أجل حث المواطنين بالبقاء في منازلهم، وقبول الوضعية المؤقتة في حياتهم اليومية لمجابهة وباء كوفيد 19 القاتل.

و أطلق هؤلاء الفاعلون مبادرات ثقافية ضد حالة العزلة التي تخيم على الجزائريين، لتحويل روتينهم اليومي في المنازل إلى نوع من اكتساب معارف جديدة من خلال عادات القراءة ومشاهدة البرامج المفيدة، والتي تصب في الهدف الأسمى البقاء في البيت، لتجنب الخطر الزاحف وهو الإصابة بالوباء القاتل الذي يفتك بالمئات من البشر يوميا عبر العالم.

فيما يشبه “حراكا ثقافيا” ضد فايروس الفتاك، باشر كتاب جزائريون، في توعية المواطنين عبر مواقع التواصل الاجتماعي، من اجل المكوث في البيت لوقف تفشي وباء الكورونا في البلاد الذي خلف عددا من الضحايا، وسجل عشرات من حالات الإصابة المؤكدة بالفيروس، وقد تكلفت مواقع التواصل الاجتماعي بهذه المبادرات الثقافية المهمة.

كيف نتجاوز العزلة في زمن كورونا؟

يبدو للوهلة الأولى من العنوان، أنه مستوحى من رواية مائة عام من العزلة، أو الحب في زمن الكوليرا، للكاتب الكولومبي غابريال غارسيا ماركيز، أو قد يكون العنوان لتداخل للروايتين، لكن الأمر مختلف تماما، فنحن في زمنين بعيدين كليا، فالجزائريون وبقية شعوب العالم، فعلا يعيشون في عزلة من جراء وباء كورونا، بتوقيت شهر مارس 2020، وليس بتوقيت روايتي الكاتب الكولومبي “غابو”.

من المبادرات التي لقيت اقبالا واستحسانا لدى فئة المثقفين في الجزائر، ما فعله الأستاذ الدكتور اليمين بن تومي، حيث أعلن عن تنظيم سلسة من “الندوات المعرفية”، كل ليلة على الساعة التاسعة مساء، يبحر عبرها الأستاذ مع متابعيه، لتفكيك ألغاز كتاب من اختياره.

“كيف نتجاوز العزلة؟”، هي المبادرة التي أطلقها بن تومي ولقيت تفاعلا واسعا من المهتمين رغم رداءة النت، والتي تنغص عنهم البث المباشر للندوة المعرفية، في بعض الأحيان.

من جهته دعا الكاتب والروائي أمين زاوي، المواطنين الى استغلال الوقت الثمين في هذه العزلة المؤقتة من أجل المطالعة، موضحا في منشور على صفحته عبر الفاسبوك، انه يمكن للكتب أن تتصدى لوباء كورونا، بعدم تعرض المواطنين أنفسهم الى العدوى طيلة هذه الفترة من خلال القراءة وعدم الخروج من البيت.

كتاب .. لمجابهة فيروس كورونا !

أما الكاتب والإعلامي، عبد الرزاق بوكبة، فقد أطلق مبادرة “كتاب ضد الكورونا”  والتي تحمل شعار “هاك كتابك وريح في دارك”، تُشرف عليها أسرة المقهى الثقافي في برج بوعريريج، حيث تم توزيع 600 كتاب  كدفعة أولى، عبر عدة عائلات  في المدينة .

وقال بوكبة في فيديو بثه على صفحته عبر الفايسبوك، “أنهم كجماعة ثقافية يرغبون في التصدي لهذا الوباء من الزاوية التي يعرفونها وهي  الزاوية الإبداعية والثقافية، وبهذه الطريقة سيرافقون المواطنين في حجرهم الصحي.

هذا الأخير الذي قد يترتب عنه ملل معين بعدم خروجه من البيت، و يمكن أن نستغل الظرف لزرعة “فيروس” القراءة بمفهومها الإيجابي، في الفرد والجماعة على حد قولهم.

مسرحيات للكبار والصغار عبر الفايسبوك

رسميا أعلن المسرح الوطني عن إطلاق سلسلة من المسرحيات عبر صفحتها الرسمية على الفاسبوك، مخصصة لفئات مختلفة الأطفال والكبار، من اجل التشجيع على البقاء في البيت، وتفادي الخروج لتجنب الإصابة بفيروس كورونا المستجد.

بعد مبادرة المسرح الوطني، جاءت مبادرة التلفزيون الجزائري، حيث أعلن أحمد بن صبان، المدير العام للتلفزيون الجزائري، عن تخصيص مسلسلات وافلام جزائرية طيلة الفترة التي حددتها السلطات العمومية في البقاء في البيوت والتي تمتد الى غاية 4 افريل المقبل، من اجل تشجيع عملية البقاء في البيت لتجاوز الاحتكاك مع الاشخاص في الشارع مخافة انتقال عدوى الفيروس الذي لم تتمكن المخابر العالمية من إيجاد لقاح فعال ضد هذا الوباء القتاك الى غاية اليوم.

الوسوم
اظهر المزيد

ربيع كاتب

صحفي مهتم بالشؤون السياسية والثقافية والدولية في جريدة الوطن برس .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

عشرة − 7 =

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق