“تقرير أسود” عن الأوضاع المهينة للصحفيين الجزائريين

دشن المجلس الوطني للصحفيين الجزائريين، عامه الأول والمصادف لتاريخ نشأته مع اليوم العالمي لحرية الصحافة، بـ”تقرير أسود” عن الأوضاع المهنية والاجتماعية التي يعيشها الصحفيون في الجزائر.

 وجاء في البيان الذي تلقى الوطن برس نسخة منه:” يقفل المجلس الوطني للصحفيين الجزائريين اليوم ذكرى تأسيسه الأولى في 02 مايو 2019، وعشية إحياء عائلة الإعلام الوطنية، كما باقي الصحفيين عبر العالم، ذكرى اليوم العالمي لحرية الصحافة المصادفة ليوم 03 مايو، لتكون المناسبة بمثابة تذكير للحكومات بالقضايا الهامة الشاغلة للصحفيين، وذات التأثير المباشر على حرية الصحافة وأخلاقيات ممارستها”.

وتابع البيان: “يقف المجلس الوطني للصحفيين الجزائريين، عند هذه ذكرى تأسيسه التاريخية، وقفة إكبار وتقدير للصحفيين والصحافيات، عرفانا بـ “تضحياتهم الجسام” و”صبرهم” في حقل الدفاع عن الحريات، وقضايا المواطنين، وأسس قيام دولة القانون والعدل والمبادئ الديمقراطية”.

وأضاف المصدر: “إن المجلس الوطني للصحفيين الجزائريين، بقدر فخره واعتزازه، بعمله الحافل بأنشطة وإنجازات تحققت حققها فقط بـ “إرادة مضادة” لواقع مهني مرير وخطير، سواء على صعيد عمله الداخلي وبناء هيكلته التنظيمية، أو في ميدان مواجهة مشكلات قطاع العمل، وما يلاقيه الصحفيون بالمئات وبصفة دورية من تهديد لمسارهم المهني، ولحقهم في العيش الكريم،  فإنه بالمقابل يشعر بـ “الأسى” وهو يسجل تأخر تكفل حقيقي بانشغالات رجال ونساء مهنتنا الصحفية، واستمرار “التباين” بين الخطاب الموجه للأسرة الإعلامية، وما يعيشه الصحفيون من ظروف مهنية واجتماعية جد قاسية”.

 وتأسف المجلس الوطني للصحفيين الجزائريين : “عن الظروف السائدة التي حالت دون تحقيق اللقاءات والنقاشات ووقفات وانشطة في الميادين، مؤخرا، التي نتمنى أن تتوافر ظروف تحقيقها في المستقبل القريب”.

وقال المجلس أنه وفي انتظار التقرير السنوي المفصل الجاري إعداده من طرف خلية رصد حالة قطاع الصحافة ومؤشرات وظروف ممارسة المهنة الصحفية والحريات الإعلامية، يرصد المجلس مبدئيا و-بكل تحسر- بطئا كبيرا في معالجة مشكلات الصحافة المهنية والاجتماعية، وفي ما مضى من عمر إعلان تأسيسه –القصير”، فقد سجل المجلس عدة ملاحظات حول الوضع المهني للصحفيين الجزائريين،  على غرار، “غلق مؤسسات إعلامية دون أدنى اعتبار لمناصب العمل ومصادر رزق عائلات المئات من الصحفيين والعمال الذين وجدوا أنفسهم في أوضاع اجتماعية جد قاسية، وهنا يذكر المجلس الوطني للصحفيين الجزائريين، بالوضع “المرفوض” الذي يعيشه الزملاء في مجمع الصحافة “الوقت الجديد”، وما خلفته واقعة توقف قناة “دزاير نيوز” –المؤسفة- من أثار سلبية على الصحفيين، وتأخر إجراءات التسوية الموكلة للمتصرف الإداري”، فضلا عن :”طرد العشرات من الصحفيين من مناصب عملهم في عديد مؤسسات الإعلام السمعي البصري والمكتوب، تحت طائل عقود عمل “هشة” وغير قانونية “أحيانا”، ودون أثار تذكر لأجهزة الرقابة المخولة بنزاعات العمل”.

وسجل المجلس أيضا في “تقريره الأسود الأولي” عشية الاحتفال باليوم العالمي لحرية الصحافة، “استمرار التدخل غير السليم في التعامل مع ما يمكن أن يوصف “انحرافا” لوسائل الإعلام وأجهزة الصحافة المختلفة، وانتهاج أسلوب “العقاب الجماعي” كأداة ردع، على غرار اللجوء إلى قطع الإشهار عن المؤسسات الإعلامية، وإتخاذ المسيرين من هذه المواقف ذريعة لـ “وقف رواتب الصحفيين والعمال”، وطردهم وإحالتهم على عطل غير مدفوعة، بينما الأجدر هو تعزيز أدوات الضبط المهني، وإخضاع المؤسسات الإعلامية للرقابة المالية للدولة، وإلزامها بتقديم حساباتها وفرض مطابقتها، للقوانين ودفتر شروط الاستثمار في القطاع”.

واعرب المجلس عن أسفه، “لبقاء الصحافة حقلا للملاحقات القضائية، وتعرض صحفيين لعقوبات سالبة للحرية، وسجنهم مع أن المكان الطبيعي للصحفي هو فضاءات النقاش ومنابر التباري النبيل بالآراء الباعثة على تطور المجتمع وتقدمه”.

كما لم ينسى بيان المجلس ” تفاقم معاناة الصحفيين والمراسلين الصحفيين المحترفين في الولايات، وتخبطهم بين كماشتي “تعسف” رؤساء العمل، وبين اجتهادات المسؤولين المحليين المنافية في غالب للقواعد المهنية، في ظل غياب كلي للتشريع المحدد لضوابط ممارسة الإعلام الجواري وعلاقة الصحافة بالجماعات المحلية”.   

 وأكد المجلس الوطني للصحفيين الجزائريين في الأخير، “أنه على أتم الإدراك بالرهانات وحجم التحديات التي تواجه بلادنا على الصعيدين الداخلي والخارجي، وما يترتب عنها من عظيم المسؤوليات، فإنه يعمل بكل الأدوات لأجل تسليط الضوء على كل “زوايا الظل” في قطاع نشاطنا الإعلامي، وتفعيل جهود إصلاح القطاع، والدفع بها نحو إعادة بناء مهنتنا الصحفية وفق أفضل المعايير والتجارب المحترفة عالميا”.

 

 

الوسوم
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

خمسة × ثلاثة =

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق