بوقادوم يحذر من”صوملة ليبيا”ويفضح الجامعة العربية

حذر وزير الخارجية صبري بوقادوم من سيناريو مشابه للسيناريو السوري في المنطقة، بل أكثر من ذلك، حذر مما أطلق عليه “صوملة ليبيا”، في إشارة لتحويل البلد الشقيق إلى نموذج صومالي.
وقال الوزير الجزائري في مؤتمرا صحفيا بمقر صحيفة الشعب الحكومية: “الوضع الحالي في ليبيا تحول إلى حرب بالوكالة، ليبيا اليوم تعيش السيناريو السوري وستحول إلى صومال جديد بهذه الطريقة.”، وأضاف: “أي تهديد عسكري لليبيا هو استهداف للجزائر، لو تم احترام وقف توريد السلاح ووقف نقل المرتزقة لتم حل الأزمة.”
ووضح بوقادوم أن الجزائر: “ليس لديها أي أطماع سياسية، عسكرية أو اقتصادية في ليبيا.”، مضيفا: “نتمسك بوحدة هذا البلد وليس لنا أطماع لا في الغاز ولا في النفط.”، ويعتبر هذا التصريح إشارة غير مباشرة لتركيا التي تدعم ميليشيات طرابلس وسط اتهامات واسعة بأن مقصدها السيطرة على النفط الليبي.
صراع المصالح حال دون تعيين لعمامرة
وعرج بوقادوم في معرض تصريحاته لقضية وزير الخارجية السابق رمطان لعمامرة وأكد أن هذا الأخير كان ضحية صراع مصالح في مجلس الأمن وهو ما حال دون تعيينه مبعوثا أممي إلى ليبيا.
وجاء في تصريح وزير الخارجية حول هذا الموضوع: “هناك صراع مصالح في مجلس الأمن هو من تسبب في عرقلة تعيين رمطان لعمامرة في منصب مبعوث أممي إلى ليبيا.”، وأضاف: “تعيين لعمامرة عارضته ضغوطات وصراع مصالح بمجلس الأمن الدولي بعد عرض هذا القرار على 15 عضوا.”
“نتواصل دائما مع مصر لإيجاد حل سلمي
أكد صبري بوقادوم في ندوته أن هناك توافق كبير في الرؤى بين الجزائر ومصر بخصوص حل سلمي للأزمة الليبية، وكشف أن هناك: “اتصالات يومية ودائمة بين الجزائر والقاهرة، أتواصل بشكل دائم مع وزير الخارجية سامح شكري لبحث تطورات الوضع في ليبيا إضافة لاتصالات أخرى مع تونس وتشاد ومختلف دول الجوار.”
أما عن دورها في القضية، ألقى وزير الخارجية الجزائري اللوم على جامعة الدول العربية معتبرا إياها السبب الرئيسي في قصف الدولة الجارة، حيث قال: “الجامعة العربية زكت قصف ليبيا وطردت عضوا من صفوفها.” ويقصد هنا سوريا، ثم تابع: “قرار القصف في 2011 لم يكن من مجلس الأمن بل من الجامعة”، وأضاف بوقادوم مهاجما الجامعة: “ظروف إصلاح الجامعة العربية غير متوفرة، ليس هناك إرادة سياسية لذلك.”
“استرجاع الأرشيف وتسوية ملف التفجيرات النووية خطوتنا القادمة”
ونالت العلاقات الجزائرية الفرنسية حظها من الحديث في الندوة الصحفية التي عقدها وزير الخارجية صبري بوقادوم، وأوضح خلالها أن الجزائر لن تنسى ملف الذاكرة والاستعمار الفرنسي.
واستعادت الجزائر مؤخرا 24 جمجمة من فرنسا لقادة الثورات الشعبية إبان الاستعمار الفرنسي، وقال بوقادوم: “الخطوة القادمة هي استرجاع الأرشيف المنهوب من الاحتلال الفرنسي، الجزائر لن تسنى ملف الذاكرة وتسوية ملف الانفجارات النووية بمنطقة رقان.”
وعن العلاقات مع فرنسا ورئيسها إيمانويل ماكرون، قال بوقادوم: “علاقاتنا تتميز بطابع خاص ومعقد كما أن لها وزر تاريخي، الجزائر تملك جالية هناك، العلاقات مبنية على الاحترام المتبادل وإيمانويل ماكرون يملك النية للمضي قدما من أجل تسوية كل هذه الملفات.”