مالك بن نبي : عودة “النبي” إلى قومه!

بعد سنوات من ترديد الشعار الذي رفعه المدافعون عن المفكر الجزائري الظاهرة، ملك بن نبي، أن “لا نبي في قومه”، على خلفية التجاهل “الرسمي” لهذه الشخصية الفكرية التي اثارت اعجاب العدو قبل الصديق طيلة عقود طويلة، عاد النبي الى قومه رسميا، من خلال تنظيم الندوة الوطنية الأولى باسمه تحت شعار في الاصغاء لشاهد على القرن، والتي تشرف عليها وزارة الثقافة .

وقد انطلقت  بالمكتبة الوطنية (الحامة) بالعاصمة، الندوة الوطنية الأولى “مالك بن نبي”، تحت شعار “في الإصغاء لشاهد على القرن”. إحياء  لتراث هذا المفكر الذي ترك “إرثا كبيرا ما زال وهجه يضيء العقول”.

وشهدت هذه الندوة التي تجري على مدار يومين كاملين ، مشاركة مفكّرين وباحثين في فكر الراحل ابن نبي، كما ستعرف تسمية إحدى قاعات المكتبة الوطنية باسم مالك بن نبي، بالإضافة إلى تقديم فيديوهات ورسائل عائلية وشهادات حيّة حول فكر الراحل ابن نبي.

وخلال الفترة من  26 إلى 31  أكتوبر الجاري تنظم عبر مختلف الولايات الندوة الوطنية الأولى “مالك بن نبي” بالمكتبات الرئيسية للمطالعة العمومية ودور الثقافة عبر الولايات “وفاء  للذاكرة الثقافية للجزائر وإحياء لرموز التفكير والثقافة” وهذا بحضور متدخلين  ومحاضرين ودارسين لفكر ابن نبي من مختلف الولايات.

إدماج فكر مالك بن نبي في البرامج التعليمية لأول مرة في تاريخ الجزائر

وقد أشرف الوزير الأول عبد العزيز جراد مرفوقا بوزيرة الثقافة والفنون مليكة بن دودة، امس،  ،على افتتاح الندوة الوطنية الأولى حول اعمال المفكر مالك بن نبي بعنوان “في الاستماع إلى شاهد على القرن”.

وقد افتتح هذا الحدث التكريمي الذي ينُظم يومي 27 و 28 أكتوبر في المكتبة الوطنية بالحامة، بزيارة الوزير الأول، إلى معرض يسلط الضوء على المسار الفكري لمالك بن نبي من خلال أعماله وكتاباته قبل أن يتم تسمية القاعة الحمراء بالمكتبة الوطنية باسم هذا المفكر الكبير.

وبعد تقديم الندوة من قبل المدير المركزي للكتاب والمطالعة العمومية إسماعيل يبرير، حضر الجمهور لعرض وثائقي قصير، يعطي نظرة حول فكر مالك بن نبي، ثم تسليط الضوء على شروط النهضة، وعالم الأشياء، والناس والأفكار.

وقد أعرب الوزير الأول في كلمته عن أسفه أولا لأن فكر مالك بن نبي “ليس متضمنا في برامج مدارسنا وجامعاتنا كما هو الحال دائما لجميع كبار مفكري هذا العالم” مؤكدا انه اكتشف وجود “مفكر جزائري بارز” بفضل المفكرين الشرقيين في ذلك الوقت.

كما ذكر عبد العزيز جراد الحضور بأنه حينها” بدأ في البحث و الذي سمح له باكتشاف “الفكر العالمي وعبقرية هذا الشخص مضيفا معرفة مالك بن نبي للجغرافيا السياسية من خلال عملين عن “فكرة الكومنولث” و “الأفرو آسيوية”.

كما تطرق الوزير الأول الى رؤية مالك بن نبي للمستقبل حول “صدام الحضارات” و “نهاية التاريخ”، مؤكدا على ضرورة إدماج فكر مالك بن نبي في برامج مدارسنا و جامعاتنا.

مالك بن نبي ..والاسئلة الجوهرية

وقالت الوزيرة مليكة بن دودة في مداخلة بأن فكر مالك بن نبي بقي مهما بعد رحيله مضيفة أنه استطاع الوصول الى الجوهر لأنه طرح على نفسه أسئلة راديكالية ليزرع بذلك الشك بهدف فتح المجال أمام العلم.

وقد أكدت وزيرة الثقافة لدى تذكيرها بأن مالك بن نبي تكفل طيلة وجوده بمجتمعه، على التفتح الكبير للمفكر على عدة مجالات للتفكير من علوم وتاريخ وجغرافيا واقتصاد مضيفة أنه يجب تدارك التقصير تجاه هذا الرجل العالمي.

ونظمت عدة ندوات خلال هذين اليومين حول مختلف المواضيع التي عالجها المفكر و المحلل من تنشيط باحثين أكادميين و جامعيين و مختصين في فكر مالك بن نبي .

وتندرج الندوة الوطنية الأولى حول أعمال المفكر مالك بن نبي في اطار احياء تراث هذا المفكر الذي ترك ارثا معتبرا يساهم في اشعاع الفكر مع الاشارة الى أن هذه الندوات تنظم منذ امس الاثنين و الى غاية 31 من الشهر الجاري عبر كامل ولايات الوطن.

يذكر أن مالك بن نبي (1905-1973) هو أحد المفكرين البارزين في العالم الاسلامي خلال القرن الـ20 .

وقد اختص هذا المفكر في مفاهيم “مشاكل الحضارة” و ” قضايا الاستعمار” و” الثقافة” و” الفكرالاسلامي” و ” شروط النهضة”.

وبحوزة هذا المفكر حوالي ثلاثين كتابا باللغتين العربية و الفرنسية منها ” ظاهرة القرآن” (1946) و ” شروط النهضة” (1948) و ” فكرة كومنولث اسلامي” (1958) و ” مشكل الثقافة” (1959) و “مشكل الأفكار في العالم الاسلامي” (1970) .

وتشكل أفكاره الى غاية اليوم محور دراسات في مختلف جامعات العالم.

 

الوسوم
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

15 − 1 =

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق