“مغامرات ثانية”.. جديد الكاتب الشاب سامي عصاد

عادة ما تكون “الحكمة” صفة لصيقة بكبار المبدعين المتقدمين في السن، والذين خبروا الحياة بكل تجاربها المتعددة والمتنوعة وتجلياتها المثيرة للدهشة والغرابة في الكثير من الأحيان، أما أن تتجسد في شاب فتي في مقتبل العمر، فهي بلا شك ضرب من ” العبقرية المبكرة” التي تمثلت في صاحب الـ 25 ربيعا، الذي نحت بخطى ثابتة كتابه الثاني في وقت وجيز من إصداره الأول، راسما بذلك مسارا إبداعيا سريع الوتيرة وعميق الهدف والمعنى ، فبالرغم من إختلاف المحتوى بين الإصدارين، إلا أن هناك خيطا رفيعا ربط العنوانين يمكن تلخيصه في تلك النظرة الفلسفية إلى الحياة عبر عيون شاب فلح في سبر بعض من أغوار المجتمع الجزائري بشكل واضح و جلي .

يقول غوغول نبي الأدب الروسي، واصفا الطبائع البشرية : ” هي دراسة الحياة في مدّها و جزرهَا من خلال البسْمة التي يراها الناس و الدموع التي لا يرَونها ” ، بنفس الشاكلة ربما حاول الكاتب الشاب سامي عصاد، أن يترصد المجتمع الجزائري، من خلال مؤلفه الجديد المعنون : ” مغامرات ثانية .. مسار روح عظيمة “، حيث إستقي من عمق المجتمع بعضا من التصرفات والسلوكيات اليومية للرجال والنساء في لحظتها الجزائرية، فهذه الطبائع البشرية تختلف من مجتمع إلى أخر من فضاء إلى فضاء لكنها ستبقى دائما لحظة إنسانية خالصة، إستطاع فيها الشاب الغوص في ثناياها بعين فاحصة نبيهة للتعبير عن مقاربة تحليلية جديدة تحمل مجموعة من الحلول لمواجهة هذا العالم بكل إفرازاته الكثيرة والمتنوعة والتي عادة ما تضع الإنسان في حيرة من أمره، كما تناول الإصدار الجديد مواضيع ذات صلة بحكمة الحياة الواجب ممارستها وكذا العلاقات مع الغير و قراءات متعددة تسمح للقارئ بحرية التفسير وبكثير من الأسئلة .

و تطرق الكتاب الذي حرر إفتتاحيته الجامعية عفيفة بريرحي، إلى العلاقة مع النفس والكفاءة الإجتماعية والإستثمار الطاقوي في المجتمع و سلم تصنيف البشر والعالم “الهزلي” الذي يعتبره مستهلكا للطاقة، إضافة إلى جزء مخصص لفلسفة السياحة من خلال إستكشاف مختلف مناطق البلد.

ولم يكتفى الكاتب الشاب بالتحليلات الفلسفية الطوباوية، بل إقترح مجموعة من المغامرات الجدية التي تدعو إلى التفكير إنطلاقا من ملاحظته للعالم وخاصة إستكشافاته السياحية في الجزائر في عدة أماكن على غرار القصبة وشرشال ووادي المزاب وقسنطينة وأعالي منطقة القبائل والونشريس.

وقد صدر الكتاب الجديد، في 201 صفحة عن منشورات ” حبر”، وذلك بمساهمة الديوان الوطني لحقوق المؤلف والحقوق المجاورة، وهو ثاني مؤلف فلسفي للكاتب الشاب الذي أصدر أيضا في نفس المقام كتاب آخر بعنوان “الرحلات الأولى، غوص الرجل الحقيقي في عالم مستهلك للطاقة.

للإشارة فقد ولد سامي عصاد سنة 1996 وهو خريج المدرسة العليا للسياحة، وهو مهني في قطاع السياحة والفندقة وكان مولعا بمجال الفلسفة وأصدر كتابه الأول سنة 2020 تحت عنوان “الرحلات الأولى، غوص الرجل الحقيقي في عالم مستهلك للطاقة”.

 

الوسوم
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

8 + واحد =

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق