الوطن برس

ماذا يحمل خطاب محمد السادس “المعسول” مع الجزائر؟

أجمع خبراء ومحللون سياسيون، بأن خطاب ملك المغرب محمد السادس المعسول مع الجزائر، بمناسبة عيد العرش، لا يعدو سوى مناورة دبلوماسية وإعلامية، من أجل كسب الوقت للملمة الجبهة الداخلية المتصدعة، وكذلك لدرء الضغوط الدولية التي حاصرت المملكة، والناجمة عن السياسة العدائية التي ينتهجها المغرب مع دول الجوار.

وصف أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية بجامعة الجزائر، إدريس عطية، في تصريحات إعلامية، أن خطاب العاهل المغربي محمد السادس الذي ألقاه في عيد العرش أمس بأنه “ توسلي واستمرار في لعبة قذرة تعتمد على المناورة لإخفاء السلوك العدواني”.

وقال عطية في تصريح لـ” سبق برس”،  خطاب ملك المغرب من زاوية المضمون معتبرا اياه تأكيدا على ضعف نظام المخزن ولا يتضمن خطابا ديبلوماسيا وإنما مفردات عاطفية لاسترضاء الجزائر ومحاولة بناء جسور ثقة هدمتها سلوكات المخزن العدوانية، وفي الشكل يؤكد المتحدث أن  ملامح الملك في الخطاب شاحبة وبالكاد يستطيع قراءة الخطاب من الورقة.

وأشار أستاذ العلوم السياسية إلى أن الخطاب في حد ذاته تعبير على وضع مزري وسوء تقدير وهو نتيجة لخسارة  المغرب العديد من الروابط في علاقاته مع القوى الأوروبية سواء مع اسبانيا وألمانيا أو علاقته بدول المغرب العربي وعلى رأسها الجزائر، بالإضافة إلى  بعض التصرفات الأخرى التي انقلبت على المخزن سواء على المستوى الإفريقي أو العربي ناهيك عن التطبيع وما يجنيه من آثار سلبية.

الحوار غير المشروط في الوقت الراهن غير ممكن

من جهته، قال عضو مجلس الأمة الجزائري، قريشي عبد الكريم، إن الحديث عن الحوار مع المغرب من عدمه هو من اختصاص رئيس الجمهورية، وإنه تحدث عنه في لقاءات سابقة.

وأضاف في حديثه لـ”سبوتنيك”، أن طرح عملية الحوار غير المشروط في الوقت الراهن غير ممكن، خاصة أن الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون تحدث في مرات سابقة عن بعض الشروط لفتح الحدود، وعلى رأس هذه الشروط اعتذار المغرب عن الاتهامات التي وجهها للجزائر على خلفية الأحداث التي وقعت في العام 1994.

ويرى أن الأمر يتطلب الاعتذار للشعب الجزائري، حتى يمكن الذهاب عما يسمى بـ”الحوار”، وأنه لا يمكن الذهاب مباشرة دون الخطوة التي طلبها الرئيس.

وفيما يتعلق بفتح الحدود، أوضح قريشي عبد الكريم أنه لا بد من الاعتذار الرسمي من الحكومة المغربية للشعب الجزائري.

وتابع:” أن هناك العديد من الاعتداءات التي تتثمل في دخول المخدرات بالأطنان إلى الجزائر، وأن ما “زاد الطين بلة” ما ذكره ممثل المملكة المغربية في الأمم المتحدة عن منطقة القبائل، وهو مخالف لما هو مطروح بشأن قضية الصحراء الغربية”.

وأشار إلى أن الجزائر تدعم عملية الاستقلال للشعب الصحراويين لأنها تدعم عمليات التحرر على مستوى العالم، وأنه لا يمكن ربط عودة العلاقات بقضية الصحراء، وأن الجزائر ليست طرفا في الأزمة.

ويرى قريشي عبد الكريم أن خطاب الملك محمد السادس لا يمل مبادرة، خاصة أن المبادرة تتطلب بعض الإجراءات المغايرة التي تختلف عما طرح.

Exit mobile version