
تطرق العديد من الناشرين من القطاع العمومي والخاص والكتّاب إلى واقع نشر الكتاب الأمازيغي في الجزائر، خلال ندوة علمية نظمت أول أمس الخميس على هامش فعاليات الإحتفال باليوم الوطني للكتاب والمكتبة الذي نظمته المحافظة السامية للأمازيغية في بلدية بني حواء ولاية الشلف يومي 7 و8 جوان الجاري، تحت عنوان : “الكتاب الأمازيغي في الجزائر.. واقع النشر وآفاق المقروئية”، وقد عرض المشاركون في هذه الندوة العلمية مختلف تجاربهم في مجال وصناعة الكتب فضلا عن العديد من التحديات التي تواجههم في الميدان.
وجاء في بيان مفصل عن الندوة، “تواصلت فعاليات الإحتفال باليوم الوطني للكتاب والمكتبة الذي نظمته المحافظة السامية للأمازيغية في بلدية بني حواء ولاية الشلف، تحت رعاية السيد والي الولاية، حيث عُقدت أمس الخميس 08 جوان 2023، ندوة علمية في ساحة الحديقة العمومية لذات البلدية التي حضرها أساتذة وعشرات من مواطني المنطقة، تحت عنوان: “الكتاب الأمازيغي في الجزائر.. واقع النشر وآفاق المقروئية”، تجربة الناشرين العمومين والخواص شارك فيها ممثلي دور النشر من مختلف الولايات” .
و قال الدكتور بوجمعة عزيري، مدير البحث والتعليم بالمحافظة السامية للأمازيغية في مداخلة له في الندوة، بأن أولى تجارب النشر والإصدار للمحافظة تعود إلى سنواتها الأولى لنشأتها، لتعرف إرتفاعا مستمرا في إصدار العناوين لتبلغ إصدراتها كهيئة عمومية سنة 2022، أكثر من 325 عنوان و العشرات من الوسائط الرقمية والسمعية البصرية وهي تلك الأرقام التي تطرق إليها الأمين العام للمحافظة السامية للأمازيغية سي الهاشمي عصاد خلال كلمته الافتتاحية لذات التظاهرة، دون نسيان تجربة ذات الهيئة في إصدار مجلتين هما: “تيموزغا” والتي كانت تصدر بأربع لغات، فضلا عن”تمازيغت ثورا” المجلة الأدبية المتخصصة باللغة الأمازيغية حصرا.
أما السيدة بيلاك شريفة، المديرة الفرعية للتعليم والتكوين في المحافظة السامية للأمازيغية فتحدثت عن التجربة الرائدة التي تتمتع بها المحافظة في مجال النشر باللغة الأمازيغية، كما أبرزت أهمية تعلم “اللغة الأم” بالنسبة للطفل في الإنفتاح على اللغات العالمية والتمكن منها، داعية في ذات السياق إلى “ضرورة تفعيل الآليات المؤسساتية في دعم الكتابة والنشر وإستقطاب القراء وتوسيع دائرة المقروئية باللغة الأمازيغية، كما نوهت السيدة بيلاك، بالفرصة الكبيرة التي تتيحها جائزة رئيس الجمهورية للأدب واللغة الأمازيغية التي تستعد المحافظة لإطلاق طبعتها الرابعة قريبا، للباحثين والكتاب والمبدعين من أجل الحفاظ على اللغة والتراث الأمازيغي، فضلا عن الإنفتاح عن التكنولوجيا والرقمنة من خلال الأبحاث والتطبيقات المقدمة في ذات المجال”.
وفي نفس السياق واصل الطاهر بوخنوفة، المكلف بالنشر في المحافظة السامية للأمازيغية، عرض التجربة الرائدة لذات الهيئة في مجال النشر وكذلك المشاركة في مختلف النشاطات الثقافية الخاصة بصناعة الكتاب والنشر ودعم المؤلفين في مجال الكتابة باللغة الأمازيغية بكل المتغيرات اللسانية الأمازيغية المتواجدة في الجزائر، حيث كشف في مداخلة له بهذه المناسبة، عن تنظيم المحافظة لما يقارب عن 50 ملتقى وفعاليات علمية، حول مختلف المواضيع المتعلقة باللغة والثقافة الأمازيغية، موضحا بأن أشغال هذه الملتقيات يتم ترجمتها إلى كتب و مؤلفات تستفيد منها مختلف المؤسسات الجامعية والجمعيات والمختصين من أساتذة وطلبة جامعيين وكذلك مكتبة الهيئة وهي موجودة أيضا بصيغة رقمية على مستوى الموقع الإلكتروني لهيتئنا مما يتيح للمهتمين الإطلاع عليها وتحميلها.
وتحدث بخنوفة أيضا على جهود المحافظة السامية للأمازيغية في دعم الكتاب والمبدعين والمختصين عبر التراب الوطني في مجال النشر بالأمازيغية، مذكرا ببرنامج الدعم والمرافقة المخصص للباحثين والجمعيات الثقافية من أجل المساهمة في ترقية اللغة والثقافة الأمازيغية، حيث أوضح أن آجال إستقبال الطلبات لهذه السنة ستنتهي في أواخر شهر جويلية المقبل.
وعن تجربة الخواص في النشر باللغة الأمازيغية، قال مدير النشر لدار الأمل سي يوسف محمد أمزيان بأن مؤسسته تنشر باللغتين الوطنيتين الأمازيغية والعربية، وهناك إقبال ملفت في هذا الجانب،موضحا بأن دار نشره تقدم العديد من التسهيلات لمختلف المؤلفين والمبدعين من أجل نشر الكتاب حيث نشرت داره عشرات المؤلفات باللغة الأمازيغية، كما عرج على فرص الشراكة التي تربطه مع مختلف المؤسسات والهيئات العمومية على غرار المحافظة السامية للأمازيغية والجامعات بغية تعزيز النشر بالأمازيغية.
وقد إستعرض في ذات الندوة العلمية، العديد من الكتاب والمبدعين تجربتهم في التأليف والنشر، على غرار الكاتب من ولاية بجاية الحائز على جائزة رئيس الجمهورية للأدب واللغة الأمازيغية، إلياس بلعيدي، والكاتبة لقصير صباح من ولاية باتنة، وفاطمة إيلماين من تامنغست، وفي ختام الندوة العلمية، وقف الحاضرون على إسهامات كل من فعاليات للمجتمع المدني في حقل اللغة والثقافة الأمازيغية، حيث إستعرضها. كل من رئيسا جمعيتي “تيفاوين” في بني حواء ولاية الشلف، وكذلك “نوميديا” لولاية وهران.
وإختتمت فعاليات هذه التظاهرة مساء يوم الخميس بحضور السلطات الولائية والسيد الأمين العام للمحافظة السامية للأمازيغية، حيث شهدت تكريم العديد من المبدعين والكتاب والشعراء والفنانين المحليين وكذلك المشاركين القادمين من مختلف ولايات الوطن.