كاتب فلسطيني ينتقد رفض المغرب للمساعدات الجزائرية

فتح الكاتب الفلسطيني سهيل كيوان، النار على السلطات المغربية التي رفضت قبول يد العون التي قدمتها الجزائر خلال الكارثة التي ألمت بالشعب المغربي على إثر وقع الزلزال القوي الذي ضرب العديد من المناطق في مراكش .

وجاء في مقال نشرته جريدة القدس العربي تحت عنوان : “حين يرفض المغرب المساعدة الجزائرية” ، أن الكوارث الطبيعية أو الحوادث المأساوية عموماً تمنح الناس على صعيد الأفراد والعائلات والعشائر والشعوب والأمم الفرصة، لإعادة تقييم علاقاتها بعضها ببعض، وهي فرصة لتحسين علاقة كانت قد توتّرت أو ساءت، وحتى لإنقاذ علاقة قُطعت، فمدُّ يد العون في المِحَن يعبِّر عن نوايا ومشاعر، كذلك فإنَّ قبول أو رفض هذا العون يُعبِّر عن موقف ما.

وأَضاف أن أثار رفض المغرب لعرض المساعدة الإنسانية من قبل الجزائر في كارثة الزلزال الأخيرة تساؤلات وردود فعل عديدة، بين مؤيِّد للموقف ومبرِّر له ومعارض له، فقد رأى البعض، خصوصاً من المغاربة أن الجزائر واحدة من ستين دولة قدّمت اقتراحات للمساعدة، وأن القبول اقتصر على أربع دول فقط، وهذا يعني وضع الجزائر في خانة المساواة مع الدّول الأخرى التي رُفض عَرضُها.
من جهة أخرى تساءل البعض، هل حقاً أنَّ المغرب ليس في حاجة إلى هذه المساعدات من الجزائر! وهل وَضْعُها في درجة واحدة ضمن عشرات الدول الأخرى طبيعي ولا يثير التساؤل؟ .. فمد يد العون في الكوارث هي فرصة لتبريد الأجواء المشحونة، ولتخفيف حدِّة التوترات الناتجة عن مواقف سياسية متراكمة سبق واتخذها الطرفان بحقِّ بعضهما، لكلٍّ منهما أسبابه التي لستُ بصدد مناقشة أسبابها في هذا السِّياق فهي مُركَّبة وليست جديدة.

 عرض المساعدة هو واجب أخلاقي وإنساني يقول الكاتب ، إلى جانب كونه حق الجار وواجب الشقيق تجاه شقيقه في القومية وفي الدين وفي التاريخ المشترك. إنّ رفض المغرب لمساعدات الجزائر ليس كرفضه المساعدات من دولة أخرى بعيدة. المؤكد هو أنَّ إسبانيا ليست أولى من الجزائر بتقديم يد العون للمغاربة وقبولها، وجود جزائريين مع علم بلادهم بين أنقاض المباني له وقع مختلف عن علم بلد أجنبي آخر. مع كل الاحترام للشعب الإسباني فهو ليس أقرب إلى الشعب المغربي من الشعب الجزائري.
فالمساعدات الجزائرية إلى المغرب حسب كاتب المقال، تحمل رمزية معنوية أكبر من أثر المساعدة المادي نفسه، الذي يقول المغرب إنه لا يحتاجه، فهي تنقل المشاعر الحقيقية لأبناء الشعب الجزائري تجاه إخوانهم من الشعب المغربي، وتعني كذلك قبول المغاربة لهذه المساعدة وهذا له عمق ومعنى كبير. وراء الرفض أو الموافقة حسابات سياسية أكثر من كونها حسابات تتعلق بالفعل بحاجات المنكوبين والتقنيات التنفيذية وغيرها.

الوسوم
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تسعة − 9 =

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق