الوطن برس

سرقة المغرب لموروث أركون :من الوصية إلى المكتبة!

أجمع العديد من المفكرين والفلاسفة و أساتذة جامعيون بالجزائر، بأن المفكر الجزائري محمد أركون، لم يكتب وصية يدعو فيها بدفنه في المغرب كما تزعم العديد من الأصوات المغربية، و ” أكدوا بأن هناك سرقة لتراث مفكر جزائري من قبل المغرب سواء فيما يتعلق بدفنه أو بمكتبته، مرجعين الأمر إلى “مناورات سياسية مغربية” حيكت بإتقان توجت بالاستيلاء على تراث فكري لفيلسوف جزائري .

أثار الروائي والأستاذ الجامعي أمين الزاوي اليوم، خلال النقاش الدائر مساء اليوم في مقر الجاحظية خلال ندوة علمية حول المفكر جاء تحت عنوان: “في نقد السياجات الفكرية المغلقة” التي نشطها محمد السعيد بوسعدية، موضوعا لافتا كثيرا ما اعتبرته النخب الجزائرية تنصل لمحمد اركون عن جزائريته لصالح المغرب بعدما أوصى بدفنه هناك، ليؤكد الزاوي،” أنه يعرف أركون جيدا ولا يمكن له أن يتنصل عن جزائريته لصالح أي دولة أخرى، وكان يرغب في أن يدفن في الجزائر، لكن الموت سبقه فجأة وقررت عائلته أن يدفن هناك بالمغرب “.

سرقة موصوفة .. من الوصية إلى المكتبة !

في نفس السياق، قال الاستاذ عمر بوساحة رئيس الجمعية الجزائرية للدراسات الفلسفية : “أن محمد أركون، هو مفكر أصيل في جزائريته، يحب بلاده، لكن هناك حالة من السرقة لإرثه الفكري والثقافي”،  موضحا : ” بأن إهداء مكتبته الشخصية للمغرب دليل على وجود هذه النية في الاستيلاء على تراثه “.

في نفس السياق، تطرق منشط الندوة محمد السعيد بوسعدية، إلى الموضوع قائلا : “أن أركون كان يقول لطبيبه بأنه يأمل أن يعيش من أجل أن يكمل مشاريعه البحثية حول العديد من القضايا الفكرية، لكن الموت سبقته قبل أن يكمل آماله، فمتى كتب وصيته المزعومة؟، موضحا بأن المغرب سرق تراثه لأسباب سياسية وعائلية خاصة وأن زوجته مغربية “.

في نفس السياق، كشف الاساتذة المتدخلون في الندوة : أن ملتقيات الفكر الاسلامي التي كانت تنظم في الجزائر خلال ثمانيات القرن الماضي، “كفرت” أركون و هو الأمر الذي اغتاظ له كثيرا وحز في نفسه بشكل عميق، غيرت حتى مجريات كتاباته والدارسون لكتبه يعرفون ذلك جيدا، فهو لم يثر الجدل بكتباته في المنطقة العربية والإسلامية فقط بل حتى في الغرب الذي هاجموه بشدة لأنه إنتقدهم في الكثير من الدراسات والمقالات الفكرية الرصينة”.

كما أكدو في سياق متصل بأن” أركون جزائري الأصل أمس واليوم وعلينا أن نعيد قراته بشكل أوضح خارج “السياجات الدغمائية” التي كان يحذر منها دائما في كتبه وملتقياته وندواته الفكرية”.

15 سنة من رحيل المفكر المثير للجدل

وتميزت الندوة العلمية التي حضرها الكثير من الاساتذة والطلبة الجامعيون، والتي جاءت بالتزامن مع الذكرى الخامسة عشر لرحيل المفكر الجزائري محمد أركون، حيث نظمتها الجمعية الجزائرية للدارسات الفلسفية، بالاشتراك مع جمعية الجاحظية، وبالتعاون مع مخابر البحث حول الجماليات وإشكالية البحث العلمي.

وجاء في نص ديباجة الندوة أن : “إهتمام المفكر محمد أركون أن بالتاريخ هو ما دفع به الى البحث عن كل المناهج التي يمكن أن تقدم له المعلومات الكافية والأكثر دقة وموضوعية، لذا نجده ــ محمد أركون ــ قد وظَف كل ما وجده في عصره من أدوات البحث ومناهجه التي تحقق له تلك الغاية، سواء كانت من علم التاريخ نفسه وما حققه من فتوحاته أو من الفلسفة وعلوم الانسان المجاورة له وعلسرقة المغرب لموروث محمد أركون..أساتوم اللغة وغيرها، لهذا السبب جاءت بحوثه غنية بالمعلومات وبالدقة في التحكم المنهجي والعلمي، وهو ما نجده قد تميز به عن غيره في قراءته للتراث وأمدَه بصورة واضحة عن المشاكل التي اعترضت التطور الطبيعي للفكر الاسلامي وحضارته. فقد تعرض الفكر الاسلامي الى كوابح عطَلت مسيرته واستمرار الابداع فيه، كوابح لا تزال تعمل وتتحكم في كل مفاصله لحد الآن. لذلك وجب العودة الى تاريخ هذا الفكر/ التراث، وتفكيك ما اعترضه من معيقات بنقدها وتحريره من السياجات التي وجد نفسه مسجونا فيها”.

Exit mobile version