أزمة الطاقة:الجزائر تتحول إلى”محج” للمسؤولين الأوروبيين!

على خلفية أزمة الطاقة التي تعيشها أوروبا مؤخرا، عقب الحرب الروسية الأوكرانية و التي أسفرت عن قطع موسكو لإمدادات الغاز عليها، هرع المسؤولون الأوروبيون إلى زيارة الجزائر تباعا من أجل فك “الحصار الطاقوي” الذي تتخبط فيه القارة العجوز خاصة مع إقتراب فصل الشتاء.
أسالت الإكتسافات الطاقوية الضخمة في الغاز والبترول في الآونة الأخيرة على المستوى الوطن، تبعتها عملية إستغلال مكثفة للمقومات الطاقوية الكبيرة للبلاد، لعاب الدول الأوروبية ، وهذا ما جعل العديد من مسؤولوها البارزين يحجون تبعا إليها لتجاوز الخناق الطاقوي الذي وضعته روسيا على أعناقهم.
بعد زيارة الرئيس الإيطالي الذي وقع شراكة إستثنائية مع بلاده خاصة في مجال الطاقة والتي أكدت الجزائرعلى منح روما كل ما تحتاجه من الغاز، جاء الدور على زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماركون التي أعادت العلاقات إلى مسارها الطبيعي بعد شهور من الفتور، و في الوقت الذي تمنى رئيس الوزراء الإسباني زيارة الجزائر لرأب الصدع الذي تسبب فيه على خلفية الأزمة السياسية والاقتصادية التي تسبب فيها لبلاده، عقب موقف بلاده السلبي من ملف الصحراء الغربية، إستقبل أمس الرئيس عبد المجيد تبون رئيس المجلس الأوروبي، حيث تباحثا سبل التعاون بين الطرفين وهذا بحضور العديد من المسؤولين من الجانبين على غرار وزير الطاقة والمناجم محمد عرقاب.
وجاء في بيان رئاسة الجمهورية، أن رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، بالجزائر العاصمة، أجرى أمس محادثات موسعة مع رئيس المجلس الاوروبي، شارل ميشال والوفد المرافق له.
وقد حضر المحادثات عن الجانب الجزائري كل من وزير الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج، رمطان لعمامرة، ومدير ديوان رئاسة الجمهورية، عبد العزيز خلف، وزير الطاقة والمناجم محمد عرقاب، ووزير التجارة و ترقية الصادرات، كمال رزيق.
وقبل ذلك، كان رئيس الجمهورية قد خص شارل ميشال بإستقبال رسمي بمقر رئاسة الجمهورية قبل الشروع في محادثات ثنائية.
الجزائر شريك موثوق في مجال الطاقة
أكد رئيس المجلس الأوروبي، شارل ميشال أمس الاثنين أن الجزائر تعتبر شريكا موثوقا في مجال الطاقة، مشددا على ضرورة مراجعة اتفاق الشراكة بين الجزائر والاتحاد الأوروبي من خلال تحديد الأولويات المشتركة بما يعود بالمنفعة المشتركة على الطرفين.
و في تصريح للصحافة عقب الاستقبال الذي خصه به رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون أوضح السيد ميشال قائلا “نعتبر أن التعاون الطاقوي أمر أساسي فعلا في ظل الظروف الدولية التي نشهدها إذ نرى في الجزائر شريكا موثوقا ووفيا وملتزما”.
وأوضح رئيس المجلس الأوروبي أن اللقاء الذي جمعه بالرئيس تبون قد كان “مثمرا إلى أبعد الحدود، بما يتوافق والنظرة المستقبلية”، مؤكدا أن الطرفين “يتقاسمان نفس الطموح لإعطاء دفع جديد لنوعية العلاقات التي تجمع بين الجزائر والاتحاد الأوروبي”.
وأعرب ميشال عن “تفاؤله الشديد” بتطوير “شراكة أقوى وأصدق تفضي إلى نتائج ملموسة بالنسبة لمواطني الجزائر والاتحاد الأوروبي”.