أي تأثير للذكاء الإصطناعي على البحث العلمي بالجزائر؟

ناقش أمس، العديد من الأساتذة الجامعين والباحثين وطلبة الدكتوراه عبر مختلف جامعات الوطن، أحد أهم المواضيع الساعة التي أثارت الكثير من الجدل على المستوى العالمي والمتعلق بـ”الذكاء الاصطناعي”، في ملتقى وطني تحت عنوان : “تأثير تطبيقات الذكاء الاصطناعي على مخرجات البحث العلمي”، الذي تم تنظيمه من قبل مخبر الأمن الإنساني – الواقع والرهانات – في جامعة باتنة 1.
وقال رئيس الملتقى البروفيسور يوسف بن يزة، عن هذا الموضوع الذي أصبح يُشكل هاجس الساعة على المستوى العالمي، أن “الذكاء الإصطناعي”، هو من مخرجات الثورة العلمية الرابعة، حيث أصبح له تأثيرات واضحة على مختلف الميادين الإنسانية، بما فيها المجال العلمي، وعلى خلفية هذه المستجدات جاءت فكرة تنظيم هذا الملتقى الوطني، كما نوه بن يزة بتعداد المشاركات النوعية والتي بلغت 40 مداخلة قدمها مختلف الأساتذة وطلبة الدكتوراه من جامعة باتنة وعدة جامعات عبر الوطن”، كما أعتبر بن يزة هذا الفضاء العلمي أول ملتقى وطني يسلّط الضوء على تأثير تطبيقات الذكاء الاصطناعي على مخرجات البحوث العلمية”.
من جهته قال البروفيسور حسين قادري، مدير مخبر الأمن الإنساني بجامعة باتنة 1، أن العالم يشهد اليوم تطورات كبيرة على مستوى التقنية وما “الذكاء الإصطناعي” سوى صورة من صور هذه التقنيات الجديدة، “فنحن أمام موضوع قديم جديد، لما يطرحه من تحديات راهنة على عدة مستويات، فهذه التقنية الوافدة حسب العديد من الدراسات كان يُنتظر منها أن تقتحم عوالم الإنسان خلال 2050، إلا أن التكنولوجيا الجديدة فاجأت العالم بشكل واضح حتى داخل المجتمعات التي صنعتها، ومادامت أصبحت واقعا مفروضا فينبغي علينا نحن كباحثين دراسته ومعرفة كيفية التحكم فيها حتى تخدم أهدافنا ومصالحنا، خاصة وأن إستعمالاتها تطرح اليوم الكثير من الأسئلة الجوهرية على غرار: هل نستطيع أن نُغيّر الإنسان بالألة ؟
أما عميد كلية الحقوق والعلوم السياسية لجامعة باتنة 1، البروفيسور عبد الوهاب مخلوفي فقد إعتبر الذكاء الإصطناعي موضوع جديد و مستجد، مشيدا، بتنظيم مثل هذه الموضوعات في الجامعة الجزائرية، مؤكدا بأن الفضاء الأكاديمي منفتح على كل الظواهر يمكن دراسته ومحاولة فهمه من قبل الأساتذة والباحثين، كما ركز مخلوفي خلال كلمة له بالملتقى على نقطة مهمة مرتبطة أساسا بمكانة “الأخلاق” في ظل التقنية الجديدة مما يطرح العديد من التساؤلات حول تأثير هذه التطبيقات على الملكية الفكرية والصناعية وكذلك على مخرجات البحوث العلمية.
وقد تنوعت المداخلات البحثية التي قدمها الأساتذة الجامعيون وطلبة الدكتوراه من مختلف جامعات الوطن، موزعة على جلستين، الأولى صباحية برئاسة البروفيسور عبد الكريم هشام، والأخرى مسائية برئاسة الدكتور مسعود شوية، بين من عالج نشأة الذكاء الاصطناعي ومفاهيمه، ومن تطرق إلى الاشكالات العلمية المرتبطة بأثار تطبيقاته وإستعمالاته على مخرجات البحث العلمي و الصناعات العسكرية، فضلا على إيجابيات الإستخدام وسلبياته، وكذلك مكامن المسؤولية القانونية والأخلاقية والعلمية وإنعكاساتها على مجال البحث والتعليم العالي وغيرها من المداخلات المهمة والرصينة التي تضمنها البرنامج المُعد لذات الملتقى.
للإشارة فقد أعلن وزير التعليم العالي والبحث العلمي، كمال بداري، شهر جانفي المنصرم، بأن 2023 ستكون سنة “الذكاء الاصطناعي” لتعزيز التكوين في هذا المجال حيث دعا حينها مختلف المؤسسات الجامعية والعلمية التابعة لقطاعه لإدراج هذه المادة في عروض التكوين، بغية ترقية تعلّم الذكاء الاصطناعي وإستعماله في التعليم العالي والبحث العلمي.