إصدار كتاب يعالج إضطرابات النطق بالترقية

صدر مؤخرا للأخصائي الأرطفوني إبا إبراهيم بن علي، من ولاية إليزي، كتاب بعنوان : “إختبار النطق باللغة الترقية “ثماهاق”، و هو عبارة عن مؤلف يعالج فيه إختبار النطق للباحثة الجزائرية الدكتورة نصيرة زلال، مُكيّف على اللغة التارﭬـية و مُقنّن و موجه للتطبيق ميدانيا على حالات مصابة بإضطرابات مختلفة، وصدر الكتاب عن دار نشر ساجدة بولاية بسكرة من الحجم الصغير.

وحول الإضافة التي سيقدمها الكتاب لمجال الأرطوفونيا، يقول إبا إبراهيم في تصريح “الوطن برس”، أن “اختبار النطق باللغة التارﭬـية (تماهق) يُساهم بشكل كبير في الكشف عن الأخطاء و الاضطرابات النطقية لدى الحالات الناطقة باللغة التارﭬـية في المجتمع التارﭬـي و أيضاً تحديد طبيعة هذه الاضطرابات النطقية (الحذف، الإبدال، التشويه، الإضافة)، و أيضا هذا الاختبار يختصر المسافة و الجهد و الوقت على المختص الأرطوفوني في المجتمع التارﭬـي حيث يعتبر هذا الاختبار أداة مُكيّفة و مُقنّنة و مُطبّقة على أرض الميدان و قبل تطبيقها على أرض الميدان عُرِضَت هذه الأداة أو هذا الاختبار على دكاترة مختصّين من جامعة الجزائر 2 أبو القاسم سعد الله و لعلمكم هذا الاختبار طُبِّق سنة 2013 “.

إضافة نوعية للغة الأمازيغية

أما بالنسبة لمساهمة مثل هذه الكتب في حقل اللسانيات الأمازيغية، من خلال المتغير الترقي، يقول محدثنا بأن : ” الكتاب يجمع بين ثلاثة أمور و هي اختبار النطق الخاص بالأرطوفونيا و الموروث اللغوي الأمازيغي التارﭬـي و الصبغة العلمية التي يتميّز بها هذا الإختبار المُكيّف على اللغة التارﭬـية، و بالتالي فهذا الكتاب يُعتبر مرجع مهم جداً للدارسين، الأخصائيين الأرطوفونيين المُمارِسين و أيضا الباحثين أي أنه ذو إضافة على مستويَيْن: مرجع في تخصص الأرطوفونيا و مرجع في اللسان الأمازيغي التارﭬـي، لاسيما في طريقة كتابة تيفيناغ و هنا نميّز بين طريقتين للكتابة فالأولي و هي الأصل و القاعدة و هذه الطريقة الأصلية منقوشة على جبال و صخور منطقة التاسيلي (المواقع الأثرية القديمة لمنطقة التاسيلي) و في هذه الطريقة تُستعمل الصوامت فقط، أما الطريقة الثانية فهي جديدة تُستعمل فيها الصوامت مع الصوائت (استعمال التشكيل و الحركات) و في رأيي الشخصي هذه الطريقة الثانية تصلح في الأعمال و الأبحاث العلمية كما فعلت في كتابي هذا حيث اعتمدت على الطريقة الثانية (الصوامت مع الصوائت) من أجل ابراز اللسان الأمازيغي التارﭬـي و كذى خصائصه الصوتية و النطقية و كذى بناء اختبار نطقي ذو مُتغيِّر لغوي أمازيغي تارﭬـي”.

التنوع الثقافي واللغوي مصدر قوة للجزائريين

تطرق محدثنا أيضا إلى دور  التنوع الثقافي و اللغوي الذي تزخر به الجزائر عبر كامل ربوع الوطن، مؤكدا أن هذا التنوع ” مصدر قوة و فخر للجزائريين و الجزائريات، و الدليل على ذلك أن الإستعمار الفرنسي حاول و فشِل في طمس هويتنا و ثقافتنا المتنوّعة و اليوم و الحمد لله أصبحت اللغة الأمازيغية لغة وطنية رسمية مكرّسة في الدستور الجزائري و الكتب الأمازيغية لاسيما التخصصية و غير التخصصية أيضاً مفيدة و لا يستطيع أي واحد منا الإستغناء عنها فهي تُعتبر المادة الخام في سبيل تطوير و النهوض باللغة الأمازيغية في مختلف ألسنتها حيث تعتبر مرجع لأولادنا و طلبتنا الدارسين، المهنيين و الباحثين و الكتب المتخصصة أصبحت أكثر من ضرورة كما فعلت أنا في كتابي الجديد هذا، و اليوم و الحمد لله هذا الإختبار النطقي الذي كيّفته على اللغة التارﭬـية قدّم إضافة نوعية للميدان الإكلينيكي الجزائري من منظور تخصص الأرطوفونيا و قد حقّق نتائج إيجابية من حيث الكشف عن الاضطرابات النطقية و كذى تحديد طبيعة هذه الاضطرابات و هذا ما يساعد الأخصائي الأرطوفوني في المجتمع التارﭬـي في التكفل المبكّر بالحالات” .

صعوبات النشر في ولايات الجنوب ! 

كانت الفرصة أيضا لإبا إبراهيم، للحديث عن صعوبات النشر في ولايات الجنوب بشكل عام وولاية جانب بشكل خاص خاصة بالنسبة للكتاب باللغة الأمازيغية، حيث قال : ” يجب أولا توسيع مؤسسات و دور النشر خاصة في الجنوب على سبيل المثال ولاية جانت و ولاية إيليزي لا تتوفر على مثل هذه المؤسسات الأمر الذي ربما يُطفئ شمعة التأليف لدى الكثير من الراغبين في التأليف، و أيضا يجب مرافقة المؤلفين من طرف الجهات المعنية فنقص مرافقة المؤلفين يجعل البعض منهم ينتجون كتب من اجتهاداتهم الخاصة أقصد الناحية المادية و البعض الآخرالذي لا حول له و لا قوة يتجه شيئاً فشيئًا للعزوف عن التأليف لعدم قدرته على التكفل بمصاريف إنتاج الكتب، أيضا يجب الترويج للكتاب الأمازيغي من خلال القيام بمعارض دولية و وطنية و محلية و أيضا تنظيم مسابقات وطنية و محلية الخاصة بأحسن تأليف، و أيضا يجب إنشاء مكتبات وطنية و محلية خاصة بالكتب الأمازيغية الشيء الذي يُعطي دفعة قوية للمؤلفين و للغة الأمازيغية” .

و عن مشاريعه المستقبلية يقول محدثنا بأن لديه العديد من المشاريع ال واعدة لكن أتمنى أن أجد يد العون من طرف الجمعيات و الجهات المعنية.

المؤلف في سطور

يعتبر المؤلف إبا إبراهيم بن علي ، أخصائي أرطوفوني من مواليد 27 أكتوبر 1985 بحي زلواز ولاية جانت، من أب و أم جانتيان، له اهتمام خاصّ باللغة التارڨية (تماهق)، درس مرحلة الابتدائية في ابتدائية الشيخ عبدو بحي بني وسكن، ثم مرحلة المتوسطة في متوسطة محمد الشريف مساعدية بحي بني وسكن، ثم مرحلة الثانوية بثانوية عمر بن الخطاب بحي إفري، ثم مرحلة الجامعة في جامعة الجزائر 2 أبو القاسم سعد الله، كما تحصّل على شهادة الباكالوريا لثلاثة مرّات، حائز على شهادة الماستر في الأرطوفونيا تخصّص “الإعاقة السمعية” من جامعة الجزائر 2 “أبو القاسم سعد الله”، متحصل أيضا شهادة الليسانس في الحقوق و العُلوم القانونية “قانون خاصّ” من المركز الجامعي “المُقاوم الشيخ آمود بن مختار- إيليزي”، كما يعمل كأخصائي أرطوفوني مُمارِس.

الوسوم
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

16 − 9 =

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق